لماذا الاهتمام بالأساطير اليمنية
بالقدر الذي تعتبر فيه أغاني القرويين وسيلة للتعبير عن
ما تجيش به نفوسهم من مشاعر وأحاسيس مختلفة، من
آمال وأفراح، وهموم وأحزان، فإن الحكايات والأساطير
المنتشرة بينهم تعتبر بالقدر نفسه وسيلة لتسجيل وتصوير
لكثير من جوانب حياتهم، وما يتعرضون له من ظلم وقهر وما
يحلمون به من عدل وخير، وما يصادفونه من عقبات في
صراعهم اليومي مع الحياة.
فبواسطة هذه الحكايات والأساطير خلدوا كثيراً من قصص
حياتهم، ومواقفهم، وعاداتهم, وتقاليدهم, وأفراحهم,
وأحزانهم، مجسدين فيها الصراع بين الخير والشر وبين
الإنسان وأعداء الإنسان.
إن حياتنا وتراثنا مليئة بهذه الحكايات والأساطير التي ما من طفل قروي إلا ورويت له أكثر من مرة في ليالٍ متعاقبة,
وهي حكايات وأساطير لا يعرف احد عن كثير منها... متى
قيلت, ولا من هو قائلها, وما منها إلا وتناولت حياة فرد أو
أسرة أو تعرضت لصراع اجتماعي أو لحالة سياسية معينة لم
يستطع المواطنون مقاومتها أو معارضتها فلجئوا إلى نسج
الحكايات والأساطير حولها,ليخلدوا مقاومتهم لها وموقفهم
منها.
هذه الأساطير التي امتلأت بها رؤوسنا وآذاننا في عهد
الطفولة في القرى, أخذت تتبخر وتتلاشى من أذهاننا
تدريجياً بعد انتقالنا إلى المدن والاستقرار فيها, ولم نعد نرى
فيها سوى أنها ( كلام عجائز )و ( سمامي نسوان ) ولكن
ما جعلني اهتم بها وأحاول أن أتذكر وأتقصى اكبر قدر منها
هو عثوري على صور منها أو شبيهة لها من أعمال أدبية
غربية.
ولكن لما كان تداول هذه الأساطير والحكايات اليمنية
عاش محصوراً أو مقصوراً على القرى وحدها, وان بعض القرى
والمناطق احتفظت بحكاياتها الخاصة بها تتداولها وحدها ولا
يعرف الآخرون عنها شيئاً.
عندها رأيت أن أقوم بمحاولة متابعة وتسجيل ونشر هذه
الحكايات والأساطير, إن لم يكن لحفظها مكن الاندثار
والنسيان فلكي يتعرف عليها كثير من الشباب الذين
يجهلونها, ولكي تكون في متناول كبار كتابنا وأدبائنا إذا ما
أراد أي منهم أن يجعل منها روائع أدبية يمنية.
موضوع: لماذا الاهتمام بالاساطير اليمنية ؟ 
الأربعاء ديسمبر 31, 2008 1:27 am