تغزوت منتديات المغرب العربي الكبير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تغزوت منتديات المغرب العربي الكبير

تغزوت لقاء الأشقاء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النقد العربيّ في مطلع القرن العشرين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 103
تاريخ التسجيل : 11/06/2008

النقد العربيّ في مطلع القرن العشرين Empty
مُساهمةموضوع: النقد العربيّ في مطلع القرن العشرين   النقد العربيّ في مطلع القرن العشرين Icon_minitimeالإثنين يونيو 23, 2008 10:14 am

النقد العربيّ في [color=white]مطلع القرن العشرين
حول تولستوي:
[color=white]كتب حول تولستوي النقّاد العرب. فبدأ الاهتمام بتراث تولستوي بصورةٍ واضحةٍ في المشرق العربي في مطلع القرن العشرين فظهرت مجموعة من الدراسات والمقالات حول حياة الكاتب الروسي ونشاطه ولكن هذه الدرسات تناولت فكر تولستوي وفلسفته أكثر مما تناولت أدبه وفنه.

في عام (1907) ، ترجم رشيد حداد رواية "البعث" التي صدرت في عام (1899) إلى اللغة العربية وكتب مقدمة "للترجمة يذكر فيها أن مؤلف الرواية أكثر الحكماء حكمةً".

ونجد رأياً آخر مخالفاً لرأي رشيد حداد في مجلة "لغة العرب" عدد آذار لعام (1912) ، التي كانت تصدر في بغداد، يعتبر صاحب الدراسة تولستوي رجلاً غريب الأطوار، وآراءه خياليةً، ويرى أن سلوكية تولستوي تتناقض مع مبادئه. وكانت المقالة رداً على كتاب المشيرقي الذي صدر قبل عام، أيّ في عام (1911) في تونس، والذي تحدثنا عنه قبل قليل.

يُعتقد بأن سبب النقد السلبي لتراث تولستوي، من قبل محرري مجلة "لغة العرب" هو التناقض القائم بين فكر تولستوي وفكر هيئة تحرير المجلة التي كان معظم محريرها من الرهبان، والذين لم يتقبلوا نقد تولستوي للكنيسة.

إن الأوساط المسيحية في المشرق العربي وقفت ضد المبادئ الأساسية لفكر تولستوي. أيّ إنّ موقف الأوساط المسيحية كان متطابقاً مع موقف الكنيسة. يشهد على ذلك كتاب موجه ضد رسائل تولستوي "حول العقل، والإيمان، والصلاة"، وعنوان الكتاب:"كتاب كنوز الأفكار في جواب الغساني على رسائل ثلاث "للفيلسوف الروسي الشهير الكونت ليف تولستوي، صدر الكتاب في مدينة نيويورك في عام (1913) .

مع أن مؤلف الكتاب يقف موقف العداء من تعاليم تولستوي، فإنّه ينشر في كتابه صورة تولستوي وقصيدة حافظ إبراهيم التي رثى بها تولستوي في عام 1910، وبعد ذلك ينشر الرسائل الثلاث التي يناقشها وترجمة هذه الرسائل دقيقة، فهي بدون حذف أو تشويه. وبعد ذلك يسردالغساني الأسس التي يراعيها نقاشه. فيناقش الرسائل الثلاث بصورة عامة وكلّ رسالة على حدة. وتتلخص اتهامات الغساني بأنّ تولستوي ملحد وبأنّه شوّه الإنجيل ويذكره بالعقاب الأليم.

كما نرى، فإن محاربة تولستوي كانت من وجهة نظر دينية خالصة. والجدير بالذكر، أنّنا لا نعرف مؤلفات أخرى شبيهة بالمؤلف المذكور، لكننا لا نظن بأنّ المؤلف المذكور كان يتيماً في النقد الأدبي العربي. فلقد كانت فلسفة تولستوي مع كل جوانبها السلبية، على مايبدو، كانت خطرة لأنّها تندد بالظلم الاجتماعي القائم ولأنّها تطالب بالعدالة الاجتماعية.

* * *

15- ترجمة مؤلفات تولستوي
في مطلع القرن العشرين:
تشهد الترجمات المتعددة لمؤلفات تولستوي على الاهتمام الكبير بتراث تولستوي في المنطقة العربية. فلقد ترجم سليم قبعين إلى اللغة العربية ومن اللغة الروسية مباشرة رواية "لحن كريتسر" وذلك في عام (1904) . كما ترجم في عام (1909) ، "تهديم الجحيم وإعادة بنائه، "وكما ذكرنا فإن رشيد حداد ترجم في عام (1907) رواية "البعث" (1899) . كما ترجم أنطوان بلان في عام (1913) القصص الشعبية لتولستوي، أما عصام ناصيف فلقد ترجم "والنور في الظلمة يضيء".

والجدير بالذكر، أننا لم نستطع الحصول على ترجمات مؤلفات تولستوي إلىاللغة العربية بكاملها. فمع أنّ أدب تولستوي معروف في البلدان العربية إلا أنّ نقد ترجمة هذه المؤلفات حتى الآن غير كافٍ. فلا توجد مكتبة معينة تحتوي هذه الترجمات كافة، فنجد بعضها في مكتبة الأسد بدمشق وبعضها في مكتبة لينين في موسكو وبعضها الآخر في مكتبة الآداب الأجنبية في موسكو، وبعضها في المكتبة العربية في لينينغراد وبعضها في المكتبة الظاهرية بدمشق، وبعضها في مكتبة متحف تولستوي في ياسنايا بوليانا، وفي المكتبات الأخرى.

لا يوجد تنسيق وتكامل بين الدول العربية في مجال الأدب. فقد تنشر دولة عربية معينة كتاباً معيناً فلا نجده في الدولة العربية المجاورة. كما أنّ معظم دور النشر في الدول العربية خاصة، فهي تهتم بالمردود المادي أكثر من اهتمامها بالقيمة الأدبية لكتاب معين، أيّ أنّ دور النشر عندما تصدر كتاباً معيناً فإنّها تنطلق من منطلق تجاري. ويزداد الأمر صعوبةً، إذ أنّ مؤلفات تولستوي باللغة العربية تصدر في البلدان العربية، وفي روسيا وفي عواصم الدول الأجنبية الاخرى حيث تعيش جاليات عربية، فلذلك من الصعب الإحاطة بكل هذه الترجمات. ولذلك فلابد من وجود نقص كبير في عملنا، وفي عمل كل من يحاول دراسة ومعالجة هذا الموضوع، ومعظم الترجمات المعروفة لدينا صدرت في دمشق وبيروت والقاهرة وبغداد والجزائر وتونس وفي الاتحاد السوفييتي.

نهدف من دراسة الترجمة إلى الإجابة عن مدى صدق نقل الأفكار الأساسية للأصل. ولكي نجيب عن هذا السؤال فلابد لنا من طرح سؤال عن لغة الترجمة. لأن الأفكار لا توجد منفصلةً عن اللغة، ولذلك فعندما ندرس الترجمة نعير اهتماماً خاصاً للشكل اللغوي، الذي يحتوي فكر المادة الأصلية، لأنّ الشكل اللغوي المكافئ للأصل يستطيع أن ينقل بدقةٍ المضمون الفكري للأصل.

كما هو معروف، إن النقل غير الدقيق للشكل اللغوي، وعدم القدرة، أو عدم رغبة المترجم في اختبار الوسائل اللغوية، التي تقوم بالدور العاطفي والفكري الذي قامت به الوسائل اللغوية في الأصل، يؤدي إلى فقر وأحياناً إلى تزوير فكر الكاتب المترجَم (بفتح الجيم) .

ويزداد الأمر تعقيداً، عندما نترجم كتاباً معيناً ترجمة غير مباشرة وإنما عن طريق إحدى اللغات الأوروبية. فمعظم الأدباء الروس ترجموا إلى اللغة العربية من الفرنسية أو الإنكليزية ودون الإشارة إلى العنوان الأصلي الذي ترجم عنه المترجم. وفي حالات نادرة يشير المترجم إلى أنّ الترجمة تمت من الإنكليزية مثلاً أو من الفرنسية. ومن الطبيعي أن يفقد العمل الأدبي الكثير من ميزاته الفكرية والعاطفية عندما ينقل من لغة أخرى غير لغته الأصلية.

أضف إلى ذلك، أننا يجب أن نشير، إلى أنّ بعض المترجمين العرب، حتى يومنا الحاضر، لا يتفهمون مهمة المترجم الحقيقية ولكن تظهر بعض الترجمات، التي ليست في الحقيقة ترجمات بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة، وإنّما هي تحريف لأعمال ليف تولستوي أو نقل مضمونها بصورة عامة فقط. وفي مثل هذه الحالات، من الصعب الحديث عن مقارنة جادة بين لغة الترجمة وبين لغة الأصل، ونضطر إلى الاكتفاء بالوصف العام للعمل الأدبي وللترجمة.

عندما ندرس ترجمةً معينةً، فلابدّ من الأخذ بعين الاعتبار الظروف التاريخية المحددة، التي في ظلها تمت الترجمة، ومن الضروري كذلك إعارة الانتباه إلى شخصية المترجم واتجاهه الفكري الذي ينعكس عادة على مضمون الترجمة وشكلها.

وعندما نحلل ترجمة تراث ليف تولستوي من اللغة الروسية، فمن الضروري أن نعير اهتمامنا لكيفية نقل المترجم لخصوصية الشكل القومي للأصل، وكذلك يجب الاهتمام بأنّ المترجم إلى اللغة العربية كثيراً ما يلون المؤلفات المترجمة بصبغةٍ قومية جديدة.

بدأت ترجمات الأدباء الروس من اللغة الروسية مباشرة إلى اللغة العربية، وذلك لوجود عدد من المختصين باللغة الروسية في المشرق العربي في مطلع القرن العشرين والذين تخرجوا من المدارس الروسية، التي افتتحتها الجمعية الروسية- الفلسطينية.

وقعت معظم الدول العربية في العشرينات من القرن العشرين تحت الانتداب الفرنسي والإنكليزي، فلقد وقعت سوريا تحت الانتداب الفرنسي في عام 1920 وكان لبنان قد احتل قبل ذلك.... ولذلك فإنّ ترجمات تولستوي التي تمت في هذه الفترة كانت من الفرنسية أو الإنكليزية، في أغلب الحالات، وأحياناً من الألمانية.



واستمر هذا الاتجاه، حتى بعد أن نالت الدول العربية الاستقلال من الدول الغربية. أما دار اليقظة العربية للنشر والتوزيع بدمشق فلقد اتخذت طريقة" جديدة" في الترجمة، وتتلخص بأن تقوم مجموعة من الاختصاصيين باللغة الفرنسية أو الإنكليزية بترجمة النص الروسي من إحدى هاتين اللغتين إلى اللغة العربية وبعد ذلك يقوم أحد المختصين باللغة الروسية بمراجعة الترجمة وبمطابقتها على النص الأصلي الروسي، وهكذا على سبيل المثال قامت دار اليقظة العربية في عام (1953) بدمشق بإصدار رواية "الحرب والسلام"، أمّا دور النشر الروسية فتقوم بالترجمة المباشرة من اللغة الروسية، فلقد أصدرت على سبيل المثال رواية "القوزاق" لتولستوي في عام (1981) ، التي صدرت عن "دار التقدم" بموسكو، كما صدرت عن الدار نفسها مجموعة قصص لفيودور دوستويفسكي وذلك في عام (1982) ، وتتضمن هذه المجموعة رواية "الفقراء" (1846) وقصة "الليالي البيضاء" عام (1848) وقصة "القلب الضعيف"، وقصة "حادثة شنيعة"، وقصة "الوديعة" (1876) . وقصة "حلم رجل مضحك".

كما أصدرت الدار نفسها مجموعة قصص لبوشكين (1799-1837) ، وذلك في عام 1974، وهي "الطلقة"، "عاصفة ثلجية"، "صانع التوابيت"، "ناظر المحطة"، "ابنة السيدة الفلاحة"، "ملكة البستوني"، "ابنة الآمر".

وبعد عشر سنوات قامت "دار رادوغا" بإعادة نشر القصص المذكورة، وأضافت إليها قصة "دوبروفسكي".

كما أصدرت الدار المذكورة في العام ذاته أيّ في عام 1984 رواية
"بطل من هذا الزمان" عام (1840) للشاعرالروسي ميخائيل لير مونتوف (1814-1841) .

كما أصدرت الدار نفسها في عام 1985 مختارات للشاعر السكندر بلوك (1880-1921) . وفي العام ذاته أصدرت الدار نفسها رواية "الأبله" (1868) لفيدور دوستويفسكي (1821-1881) . كما أصدرت الدار نفسها قصصاً مختارة لفسيفولود غارشن (1855-1888) ، تضم هذه المجموعة إحدى عشرة قصة مما خطه يراع الكاتب خلال الحقبة (1877-1887) ، وهي:"أربعة أيام"، "الجبان"، "لقاء"، "رسامان"، "مذكرات الجندي إيفانوف"، "الزهرة الحمراء". "الوردة والضفدع"، "ناديجدا نيكولايفنا"، "الإشارة"، "الضفدعة الرحالة". كما أصدرت الدار المذكورة المؤلفات المختارة لإيفان تورغينيف (1818-1883) في خمسة مجلدات وذلك في عام 1985 وأصدرت دار التقدم مؤلفات أنطون تشيخوف المختارة في أربعة مجلدات مابين عامي (1981-1982) . وبعد ذلك مباشرة أصدرت الدار المذكورة مؤلفات مكسيم غوركي المختارة في ستة مجلدات. وأصدرت الدار نفسها مختارات جنكيز آيتماتوف. وهناك مؤلفات كثيرة صدرت في الاتحاد السوفييتي باللغة العربية لكتّاب روس وسوفييت من الصعب الآن حصرها، ولا نرى ضرورة إلى ذلك.

دار "التقدم" أكبر دار نشر في العالم، عمل فيها أربعمائة مترجم أجنبي، وثلاثة آلاف محرر روسي، كانوا ينقلون مؤلفات في الأدب والسياسة والاقتصاد وحقول المعرفة الأخرى من اللغة الروسية إلى تسع وأربعين لغة، من بينها العربية.

وكما أشارت صحيفة "الحياة" اللبنانية في عددها رقم 11477 وبتاريخ 21 تموز 1994، بأن الدار تأسست لأغراض إيديولوجية، ولكنها تحولت مع مرور الزمن إلى مؤسسة ثقافية كبرى.

وعمل في الدار، أدباء عرب معروفون، بينهم السوريون مواهب الكيالي، وحسيب الكيالي، ووصفي البني، والروائي العراقي غائب طعمة فرمان، والشاعر المصري عبد الرحمن الخميسي، والسودانيان تاج السر الحسن، وجيلي عبد الرحمن.

وكانت الدار تصدر باللغة العربية سنوياً مابين أربعين إلى خمسين كتاباً. ولقد نقل الأديب المصري الدكتور أبو بكر اليوسف مؤلفات أنطون تشيخوف في أربعة مجلدات، ويعمل الآن الدكتور أبو بكر اليوسف في السفارة الليبية بموسكو، ولقدأصدرت الدار بعض روايات فيدور دوستيفسكي (1821-1881) باللغة العربية، بترجمة الدكتور سامي الدروبي ومراجعة الدكتور أبو بكر اليوسف.

ولقدأصدرت الدار ثلاثية "درب الآلام" لالكسي تولستوي، بترجمة غائب طعمة فرمان.

وكانت دار التقدم توزع منشوراتها في الدول العربية، وفي الاتحادالسوفييتي، وكانت مطبوعاتها توزع بشكل خاص في الجمهورية العربية السورية، وفي جمهورية مصر العربية، وفي العراق والسودان والأردن واليمن ولبنان.



ولكن بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، أصبحت دار التقدم في حال يرثى لها. وتوفي بعض مترجمي الدار في موسكو مثل مواهب كيالي وغائب طعمه فرمان، وعبد الرحمن الخميسي.

نعود الآن إلى تراث ليف تولستوي وإلى تاريخ نشره باللغة العربية، إنّ مؤلفات الكاتب الروسي العظيم المترجمة إلى اللغة العربية مباشرة من اللغة الروسية قليلة جداً، وهذه حقيقة نأسف لذكرها.هذا، رغم أن العلاقات الثقافية والعلمية والأدبية بين البلدان العربية والاتحاد السوفييتي كانت في الفترة الأخيرة تنمو وتتوسع وتتعمق بسرعة ملحوظة، مع هذا فإنّنا لا نجد عملاً نقدياً باللغة العربية حول أعمال تولستوي المترجمة إلى اللغة العربية وذلك لفقر المكتبة العربية بالمؤلفات المتخصصة في المكتبات وفي الأرشيف، فلقد ذكرت المستشرقة المعروفة، أستاذة الأدب العربي في جامعة لينينغراد الدكتورة آنا أركاديفنا دالينينا في مقالتها "الأدب الروسي في البلدان العربية" (123ـ ص203) ، بأن مترجمي أعمال ليف تولستوي والأدباء الروس الآخرين في مطلع القرن العشرين حاولوا تزيين الترجمة وتقريبها، قدر الإمكان، إلى الأسلوب التقليدي، فلقد حاول المترجمون العرب تعزيز مواقفهم الفكرية مستندين بذلك على موقف تولستوي الفكري.

ترجمت في مطلع القرن العشرين مؤلفات تولستوي الفكرية والفلسفية والدينية. ولا نجد بين الترجمات العربية آنذاك رواية "الحرب والسلام" (1863-1869) ، أو رواية "آنا كارينينا" (1873-1877) . أو في أعمال تولستوي الإبداعية التي ألفها في الخمسينيات من القرن الماضي.

ويسمي المترجمون العرب ليف تولستوي معلماً وفيلسوفاً عظيماً، مع تطور الأدب العربي، يتطور تدريجياً الاهتمام بتراث تولستوي، ففي الوقت الحاضر يهتم المترجمون والكتّاب والقراء والنقاد العرب بتراث تولستوي الإبداعي أكثر من اهتمامهم بمقالاته الفكرية.

* * *

16- سليم قبعين - مترجماً:
ولعل سليم قبعين -خريج دارالمعلمين الروسية في مدينة الناصرة بفلسطين في مطلع القرن العشرين من أنشط المترجمين العرب الذين نقلوا بعض مؤلفات تولستوي من اللغة الروسية إلى اللغة العربية مباشرة".

والمترجم سليم قبعين من رجال الفكر في مصر في مطلع القرن العشرين. تعلق بأفكار تولستوي وبشر بفكرة تولستوي حول الكمال الروحي. وحاول أن يقيم في مصر مزارع جماعيةً على طريقة كومونة تولستوي التي انتشرت آنذاك في روسيا ويعتبر كتابه "مذهب تولستوي"عام (1901) . أوّل كتاب صدر باللغة العربية حول تولستوي.

يكتب سليم قبعين في الصفحة الأولى من الكتاب: "مذهب تولستوي يحتوي على مختصر ترجمة حياته، ووصف معيشته، وآدابه وفلسفته وآرائه الدينية. وحرم المجمع المقدس له واعتراضه واحتجاج زوجته على مضمون الحرم ثم ردود رجال الدين الروس على آرائه الدينية (36-1) .

أمّا في مقدمة الكتاب فيكتب :"فإنّ هذا الرجل العظيم أدهش علماء أوروبا بفلسفته الصائبه وأفكاره الثاقبة، فاعترفوا له بسمو المدارك، وأقروا بأنّه من أشهر فلاسفة العالم" (36ص- 2-3) .

أمّا في الفصل الأول فيعرض سليم قبعين سيرة حياة ليف تولستوي حتى نهاية القرن التاسع عشر. فيذّكر بأنّ تولستوي من مواليد 1828- ومن أسرة عريقة، توفيت والدته في عام 1830، وتوفي والداه قبل بلوغه العاشرة. وفي عام 1837 انتقل والده إلى موسكو حيث توفي فيها في العام ذاته.

وفي عام 1841 انتقلت الأسرة إلى كازان، وفي عام 1843 انتسب تولستوي إلى كلية اللغات الشرقية بكازان. ومن الواضح ميل سليم قبعين لجعل تولستوي في شبابه مثالاً للأخلاق الحسنة العالية، علماً بأنّ تولستوي في شبابه لم يكن ذلك الإنسان الذي يصفه سليم قبعين، غادر تولستوي مدينة كازان، كما يقول سليم قبعين، نظراً لأنّه لا يحبّ الفساد الذي كان منتشراً، في الوسط البورجوازي هناك. ورجع إلى قريته ياسنايا بوليانا. وفي عام 1851 انخرط تولستوي في صفوف الجيش. واشترك تولستوي في الدفاع عن مدينة سيباستبول وهناك في الجنوب ألّف تولستوي قصص "الطفولة" و"المراهقة" و"الشباب"، و"سيباستبول"، و"قطع الغابة"، "ولما انتهت الحرب المشؤومة ورأى الفيلسوف عاقبتها الوخيمة التي كانت سبباً لهرق دماء ألوف من الرجال الأبرياء صار منذ ذلك الحين يكره الحرب كرهاً شديداً"(36-ص9) .

وفي عام 1862 تزوج، وبعد ذلك أيّ في عام 1863 شرع يكتب رواية "الحرب والسلام".

ويرى سليم قبعين أن الصفات القبيحة بنظر تولستوي هي القساوة والأنانية والكذب وقلة الأدب والبلادة والكبرياء. أمّا الصفات الحسنة فهي: البساطة وطهارة القلب وعدم الاعتماد على الغير.

أمّا المواضيع التي بحثها الفيلسوف العظيم فهي أربعة:

1 - بحث بحثاً مفصلاً في عيشة الطبقة العليا الروسية.

2 - صور الحياة الأسرية.

3 - وصف فساد الحياة العسكرية.

4 - وصف بعدل حياة الفلاح الروسي.

يتحدث سليم قبعين في الفصل الثاني عن طفولة تولستوي وفي الفصل الثالث عن شباب الكاتب الروسي. ونرى من خلال مطالعتنا لهذه الفصول محبة سليم قبعين لكاتب روسيا العظيم، إذ يرى أن تولستوي وصف الفلاح الروسي بالطيب وبالبطولة وبالشجاعة وبالصبر ويتوخى تولستوي من مؤلفاته مساعدة الآخرين، وجعل حياتهم أكثر سعادةً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://taghzout.mam9.com
 
النقد العربيّ في مطلع القرن العشرين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تغزوت منتديات المغرب العربي الكبير :: دراسات أدبية :: تولسـتوي ودوســتيفسكي فـي الأدب العربـيّ-
انتقل الى: